شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢٢
قال المدائني: أحصيت زوجات الحسن بن علي فكن سبعين امرأة.
قال المدائني: ولما توفى علي عليه السلام خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس، فقال: إن أمير المؤمنين عليه السلام توفى، وقد ترك خلفا، فإن أحببتم خرج وإليكم، وإن كرهتم فلا أحد على أحد، فبكى الناس، وقالوا: بل يخرج إلينا فخرج الحسن عليه السلام، فخطبهم، فقال: أيها الناس، اتقوا الله، فأنا أمراؤكم وأولياؤكم، وإنا أهل البيت الذين قال الله تعالى فينا: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (1)، فبايعه الناس.
وكان خرج إليهم وعليه ثياب سود، ثم وجه عبد الله بن عباس ومعه قيس بن سعد ابن عبادة، مقدمة له في اثنى عشر ألفا إلى الشام، وخرج وهو يريد المدائن، فطعن بساباط وانتهب متاعه، ودخل المدائن، وبلغ ذلك معاوية، فأشاعه، وجعل أصحاب الحسن الذين وجههم مع عبد الله يتسللون إلى معاوية، الوجوه وأهل البيوتات. فكتب عبد الله بن العباس بذلك إلى الحسن عليه السلام فخطب الناس ووبخهم، وقال: خالفتم أبى حتى حكم وهو كاره، ثم دعاكم إلى قتال أهل الشام بعد التحكيم، فأبيتم حتى صار إلى كرامة الله، ثم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني، وتحاربوا من حاربني، وقد أتاني أن أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية، وبايعوه، فحسبي منكم، لا تغروني من ديني ونفسي.
وأرسل عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب - إلى معاوية يسأله المسالمة، واشترط عليه العمل بكتاب الله وسنة نبيه، وألا يبايع لأحد من بعده، وأن يكون الامر شورى، وأن يكون الناس أجمعون آمنين.

(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268