قال المدائني: أحصيت زوجات الحسن بن علي فكن سبعين امرأة.
قال المدائني: ولما توفى علي عليه السلام خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس، فقال: إن أمير المؤمنين عليه السلام توفى، وقد ترك خلفا، فإن أحببتم خرج وإليكم، وإن كرهتم فلا أحد على أحد، فبكى الناس، وقالوا: بل يخرج إلينا فخرج الحسن عليه السلام، فخطبهم، فقال: أيها الناس، اتقوا الله، فأنا أمراؤكم وأولياؤكم، وإنا أهل البيت الذين قال الله تعالى فينا: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (1)، فبايعه الناس.
وكان خرج إليهم وعليه ثياب سود، ثم وجه عبد الله بن عباس ومعه قيس بن سعد ابن عبادة، مقدمة له في اثنى عشر ألفا إلى الشام، وخرج وهو يريد المدائن، فطعن بساباط وانتهب متاعه، ودخل المدائن، وبلغ ذلك معاوية، فأشاعه، وجعل أصحاب الحسن الذين وجههم مع عبد الله يتسللون إلى معاوية، الوجوه وأهل البيوتات. فكتب عبد الله بن العباس بذلك إلى الحسن عليه السلام فخطب الناس ووبخهم، وقال: خالفتم أبى حتى حكم وهو كاره، ثم دعاكم إلى قتال أهل الشام بعد التحكيم، فأبيتم حتى صار إلى كرامة الله، ثم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني، وتحاربوا من حاربني، وقد أتاني أن أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية، وبايعوه، فحسبي منكم، لا تغروني من ديني ونفسي.
وأرسل عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب - إلى معاوية يسأله المسالمة، واشترط عليه العمل بكتاب الله وسنة نبيه، وألا يبايع لأحد من بعده، وأن يكون الامر شورى، وأن يكون الناس أجمعون آمنين.