شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٢
وإنما يتعلق بذلك من غرضه الالحاد كالوراق، وأبن الراوندي لان غرضهم القدح في الاسلام.
وحكى عن أبي على أنه قال: ولم صار غضبها إن ثبت كأنه غضب رسول الله صلى الله عليه وآله من حيث قال: (فمن أغضبها فقد أغضبني) أولى من أن يقال: فمن أغضب أبا بكر وعمر فقد نافق وفارق الدين. لأنه روى عنه عليه السلام قال: (حب أبى بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق)! ومن يورد مثل هذا فقصده الطعن في الاسلام وأن يتوهم الناس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله نافقوا مع مشاهدة الاعلام ليضعفوا دلالة العلم في النفوس.
قال: وأما حديث الاحراق فلو صح لم يكن طعنا على عمر لان له أن يهدد من امتنع من المبايعة إرادة للخلاف على المسلمين لكنه غير ثابت. انتهى كلام قاضي القضاة (١).
قال المرتضى: نحن نبتدئ فندل على أن فاطمة عليه السلام ما ادعت من نحل فدك إلا ما كانت مصيبة فيه وأن مانعها ومطالبها بالبينة متعنت عادل عن الصواب لأنها لا تحتاج إلى شهادة وبينة ثم نعطف على ما ذكره على التفصيل فنتكلم عليه.
أما الذي يدل على ما ذكرناه فهو انها كانت معصومة من الغلط مأمونا منها فعل القبيح ومن هذه صفته لا يحتاج فيما يدعيه إلى شهادة وبينة.
فإن قيل: دللوا على الامرين قلنا: بيان الأول قوله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (2) والآية تتناول جماعة منهم فاطمة

(١) نقلة المرتضى في الشافي ٢٣٤، ٢٣٥.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268