وإنما يتعلق بذلك من غرضه الالحاد كالوراق، وأبن الراوندي لان غرضهم القدح في الاسلام.
وحكى عن أبي على أنه قال: ولم صار غضبها إن ثبت كأنه غضب رسول الله صلى الله عليه وآله من حيث قال: (فمن أغضبها فقد أغضبني) أولى من أن يقال: فمن أغضب أبا بكر وعمر فقد نافق وفارق الدين. لأنه روى عنه عليه السلام قال: (حب أبى بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق)! ومن يورد مثل هذا فقصده الطعن في الاسلام وأن يتوهم الناس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله نافقوا مع مشاهدة الاعلام ليضعفوا دلالة العلم في النفوس.
قال: وأما حديث الاحراق فلو صح لم يكن طعنا على عمر لان له أن يهدد من امتنع من المبايعة إرادة للخلاف على المسلمين لكنه غير ثابت. انتهى كلام قاضي القضاة (١).
قال المرتضى: نحن نبتدئ فندل على أن فاطمة عليه السلام ما ادعت من نحل فدك إلا ما كانت مصيبة فيه وأن مانعها ومطالبها بالبينة متعنت عادل عن الصواب لأنها لا تحتاج إلى شهادة وبينة ثم نعطف على ما ذكره على التفصيل فنتكلم عليه.
أما الذي يدل على ما ذكرناه فهو انها كانت معصومة من الغلط مأمونا منها فعل القبيح ومن هذه صفته لا يحتاج فيما يدعيه إلى شهادة وبينة.
فإن قيل: دللوا على الامرين قلنا: بيان الأول قوله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (2) والآية تتناول جماعة منهم فاطمة