بأضعف ريش (1) ونلتك بأهون سعى. وأقسم قسما مبرورا إلا أوتى بك إلا في زمارة (2)، تمشى حافيا من أرض فارس إلى الشام حتى أقيمك في السوق، وأبيعك عبدا، وأردك إلى حيث كنت فيه وخرجت منه. والسلام.
فلما ورد الكتاب على زياد غضب غضبا شديدا، وجمع الناس وصعد المنبر. فحمد الله ثم قال: ابن آكله الأكباد وقاتلة أسد الله، ومظهر الخلاف ومسر النفاق، ورئيس الأحزاب، ومن أنفق ماله في إطفاء نور الله كتب إلى يرعد ويبرق عن سحابه جفل لا ماء فيها، وعما قليل تصيرها الرياح قزعا، والذي يدلني على ضعفه تهدده قبل القدرة، أفمن إشفاق على تنذر وتعذر! كلا، ولكن ذهب إلى غير مذهب، وقعقع لمن ربى (3) بين صواعق تهامة، كيف أرهبه وبيني وبينه أبن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأبن أبن عمه في مائة ألف من المهاجرين والأنصار، والله لو أذن لي فيه، أو ندبني إليه، لأريته الكواكب نهارا، ولأسعطته ماء الخردل. دونه الكلام اليوم، والجمع غدا، والمشورة بعد ذلك إن شاء الله. ثم نزل.
وكتب إلى معاوية: أما بعد، فقد وصل إلى كتابك يا معاوية وفهمت ما فيه، فوجدتك كالغريق يغطيه الموج فيتشبث بالطحلب، ويتعلق بأرجل الضفادع، طمعا في الحياة.
إنما يكفر النعم، ويستدعى النقم من حاد الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا.
فأما سبك لي فلو لا حلم ينهاني عنك، وخوفي أن أدعى سفيها، لأثرت لك مخازي لا يغسلها الماء. وأما تعييرك لي بسمية فإن كنت أبن سمية فأنت أبن جماعة، وأما زعمك أنك تختطفني بأضعف ريش، وتتناولني بأهون سعى، فهل رأيت بازيا يفزعه صغير