لا مال له، فساخت إحدى قوائم فرسه في الصحراء في الأرض، فنزل عنها وابتدرها غلمانه فخلصوها، فظهر لهم في ذلك الموضع نقب وسيع، فأمرهم بحفره، فوجدوا ﴿١) فيه أموالا عظيمة وذخائر لابن ياقوت، ثم استلقى يوما آخر على ظهره في داره بشيراز التي كان ابن ياقوت يسكنها فرأى حية في السقف، فأمر غلمانه بالصعود إليها وقتلها، فهربت منهم، ودخلت في خشب الكنيسة فأمر أن يقلع الخشب وتستخرج وتقتل، فلما قلعوا الخشب وجدوا فيه أكثر من خمسين ألف دينار ذخيرة لابن ياقوت.
واحتاج أن يفصل ويخيط ثيابا له ولأهله فقيل: هاهنا خياط حاذق كان يخيط لابن ياقوت، وهو رجل منسوب إلى الدين والخير، إلا أنه أصم لا يسمع شيئا أصلا، فأمر بإحضاره، فأحضر وعنده رعب وهلع، فلما أدخله إليه كلمه، وقال: أريد أن تخيط لنا كذا وكذا قطعة من الثياب، فارتعد الخياط واضطرب كلامه، وقال: والله يا مولانا ما له عندي إلا أربعة صناديق ليس غيرها، فلا تسمع قول الأعداء في. فتعجب عماد الدولة وأمر بإحضار الصناديق، فوجدها كلها ذهبا وحليا وجواهر مملوءة وديعة لابن ياقوت.
أ اما الرزق الذي يطلبه الانسان ويسعى إليه فهو كثير جدا لا يحصى.
ومنها قوله: " ما أقبح الخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغنى "! هذا من قول الله تعالى: " حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبه وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق﴾ (2).
ومن الشعر الحكمي في هذا الباب قول الشاعر:
خلقان لا أرضاهما لفتى: * تيه الغني ومذلة الفقر