شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١١٩
ومنها قوله (أوثق سبب أخذت به، سبب بينك وبين الله سبحانه، هذا من قول الله تعالى: ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن من بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها﴾ (1) ومنها قوله: (فمن لم يبالك فهو عدوك)، أي لم يكترث بك وهذه الوصاة خاصه بالحسن عليه السلام وأمثاله من الولاة أرباب الرعايا، وليست عامه للسوقة من أفناء الناس، وذلك لان الوالي إذا أنس من بعض رعيته أنه لا يباليه ولا يكترث به، فقد أبدى صفحته، ومن أبدى لك صفحته فهو عدوك، وأما غير الوالي من أفناء الناس، فليس أحدهم إذا لم يبال الاخر بعدو له.
ومنها قوله (قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاك)، هذا مثل قول القائل من عاش لاقى ما يسوء * من الأمور وما يسر ولرب حتف فوقه * ذهب وياقوت ودر والمعنى: ربما كان بلوغ الامل في الدنيا والفوز بالمطلوب منها سببا للهلاك فيها، إذا كان كذلك، كان الحرمان خيرا من الظفر.
ومنها قوله (ليس كل عورة تظهر، ولا كل فرصه تصاب) يقول: قد تكون عورة العدو مستترة عنك فلا تظهر، وقد تظهر لك ولا يمكنك إصابتها.
وقال بعض الحكماء: الفرصة نوعان: فرصة من عدوك، وفرصة في غير عدوك، فالفرصة من عدوك ما إذا بلغتها نفعتك، وان فاتتك ضرتك وفي غير عدوك ما إذا أخطأك نفعه لم يصل إليك ضره.

(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268