شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١١٨
وعين الرضا عن كل عيب كليلة * كما أن عين السخط تبدى المساويا (1) ومنها قوله: (رب بعيد أقرب من قريب، وقريب، أبعد من بعيد) هذا معنى مطروق قال الشاعر:
لعمرك ما يضر البعد يوما * إذا دنت من القلوب.
وقال الأحوص:
إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل (2) وقال البحتري:
ونازحة والدار منها قريبة * وما قرب ثاو في التراب مغيب!
ومنها قوله (والغريب من لم يكن له حبيب) يريد بالحبيب هاهنا المحب لا المحبوب قال الشاعر:
أسرة المرء والداه وفيما * بين جنبيهما الحياة تطيب وإذا وليا عن المرء يوما * فهو في الناس أجنبي غريب.
ومنها قوله (من تعدى الحق ضاق بمذهبه) يريد بمذهبه هاهنا طريقته، وهذه استعارة، ومعناه أن طريق الحق لا مشقة فيها لسالكها، وطرق الباطل فيها المشاق والمضار، وكان سالكها سالك طريقة ضيقة يتعثر فيها، ويتخبط في سلوكها ومنها قوله (من اقتصر على قدره كان أبقى له). هذا مثل قوله: (رحم الله امرأ عرف قدره، ولم يتعد طوره) وقال: من جهل قدره قتل نفسه. وقال أبو الطيب:
ومن جهلت نفسه قدره * رأى غيره منه ما لا يرى

(1) لعبد الله بن معاوية، الأغاني 12: 214: (2) الأغاني
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268