وعين الرضا عن كل عيب كليلة * كما أن عين السخط تبدى المساويا (1) ومنها قوله: (رب بعيد أقرب من قريب، وقريب، أبعد من بعيد) هذا معنى مطروق قال الشاعر:
لعمرك ما يضر البعد يوما * إذا دنت من القلوب.
وقال الأحوص:
إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل (2) وقال البحتري:
ونازحة والدار منها قريبة * وما قرب ثاو في التراب مغيب!
ومنها قوله (والغريب من لم يكن له حبيب) يريد بالحبيب هاهنا المحب لا المحبوب قال الشاعر:
أسرة المرء والداه وفيما * بين جنبيهما الحياة تطيب وإذا وليا عن المرء يوما * فهو في الناس أجنبي غريب.
ومنها قوله (من تعدى الحق ضاق بمذهبه) يريد بمذهبه هاهنا طريقته، وهذه استعارة، ومعناه أن طريق الحق لا مشقة فيها لسالكها، وطرق الباطل فيها المشاق والمضار، وكان سالكها سالك طريقة ضيقة يتعثر فيها، ويتخبط في سلوكها ومنها قوله (من اقتصر على قدره كان أبقى له). هذا مثل قوله: (رحم الله امرأ عرف قدره، ولم يتعد طوره) وقال: من جهل قدره قتل نفسه. وقال أبو الطيب:
ومن جهلت نفسه قدره * رأى غيره منه ما لا يرى