وقد عرفت أنه سيفرغ لهذا الامر فيقول: ولم أكن أجعل الزبير خطرا لابن الزبعرى، فقال قائل منهم: أيها القوم، ادفعوه إليهم، فلعمري إن لكم مثل الذي عليكم، فكثر في ذلك الكلام واللغط، فلما رأى العاص بن وائل ذلك دعا برمة، فأوثق بها عبد الله بن الزبعرى، ودفعه إلى عتبة بن ربيعة، فأقبل به مربوطا حتى أتى به قومه، فأطلقه حمزة بن عبد المطلب وكساه، فأغرى ابن الزبعرى أناس من قريش بقومه بنى سهم، وقالوا له: اهجهم كما أسلموك، فقال:
لعمري ما جاءت بنكر عشيرتي * وإن صالحت إخوانها لا ألومها فود جناه الشر أن سيوفنا * بأيماننا مسلولة لا نشيمها فيقطع ذو الصهر القريب ويتركوا * غماغم منها إذ أجد يريمها (1) فإن قصيا أهل مجد وثروة * وأهل فعال لا يرام قديمها هم منعوا يومي عكاظ نساءنا * كما منع الشول الهجان قرومها (2) وإن كان هيج قدموا فتقدموا * وهل يمنع المخزاة إلا حميمها محاشيد للمقرى سراع إلى الندى * مرازبة غلب رزان حلومها (3) قال: فقدم الزبير بن عبد المطلب من الطائف، فقال قصيدته التي يقول فيها:
فلو لا الحمس لم يلبس رجال * ثياب أعزة حتى يموتوا (4) وقد ذكرنا قطعة منها فيما تقدم.
قال الزبير: وقال الزبير بن عبد المطلب أيضا في هذا المعنى: