شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٥ - الصفحة ٢٢١
وقد عرفت أنه سيفرغ لهذا الامر فيقول: ولم أكن أجعل الزبير خطرا لابن الزبعرى، فقال قائل منهم: أيها القوم، ادفعوه إليهم، فلعمري إن لكم مثل الذي عليكم، فكثر في ذلك الكلام واللغط، فلما رأى العاص بن وائل ذلك دعا برمة، فأوثق بها عبد الله بن الزبعرى، ودفعه إلى عتبة بن ربيعة، فأقبل به مربوطا حتى أتى به قومه، فأطلقه حمزة بن عبد المطلب وكساه، فأغرى ابن الزبعرى أناس من قريش بقومه بنى سهم، وقالوا له: اهجهم كما أسلموك، فقال:
لعمري ما جاءت بنكر عشيرتي * وإن صالحت إخوانها لا ألومها فود جناه الشر أن سيوفنا * بأيماننا مسلولة لا نشيمها فيقطع ذو الصهر القريب ويتركوا * غماغم منها إذ أجد يريمها (1) فإن قصيا أهل مجد وثروة * وأهل فعال لا يرام قديمها هم منعوا يومي عكاظ نساءنا * كما منع الشول الهجان قرومها (2) وإن كان هيج قدموا فتقدموا * وهل يمنع المخزاة إلا حميمها محاشيد للمقرى سراع إلى الندى * مرازبة غلب رزان حلومها (3) قال: فقدم الزبير بن عبد المطلب من الطائف، فقال قصيدته التي يقول فيها:
فلو لا الحمس لم يلبس رجال * ثياب أعزة حتى يموتوا (4) وقد ذكرنا قطعة منها فيما تقدم.
قال الزبير: وقال الزبير بن عبد المطلب أيضا في هذا المعنى:

(1) يريمها: يطلبها.
(2) الشائلة من الإبل: التي أتى عليها من حملها سبعة أشهر فخف لبنها. وجمعه شول، وهجان الإبل: كرامها.
(3) المرزبان: الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك، معرب، والأصل فيه أحد مرازبة الفرس، وغلب: جمع أغلب، وهو في الأصل الغليظ الرقبة، يصفون أبدا السادة بغلظ الرقبة وطولها.
(4) الحمس هنا: قريش ومن ولدت، سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم، أي تشددوا.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القول في أسماء الذين تعاقدوا من قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
2 القول في الملائكة نزلت بأحد وقاتلت أم لا 10
3 القول في مقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 11
4 القول فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد 19
5 القول فيما جرى للمسلمين بعد إصعادهم في الجبل 25
6 القول فيما جرى للمشركين بعد انصرافهم إلى مكة 44
7 القول في مقتل أبى عزة الجمحي ومعاذ بن المغيرة 45
8 القول في مقتل المجذر بن زياد البلوى الحارث بن يزيد بن الصامت 48
9 القول فيمن مات من المسلمين بأحد جملة 51
10 القول فيمن قتل من المشركين بأحد 52
11 القول في خروج النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من أحد إلى المشركين ليوقع بهم على ما هو به من الوهن 55
12 الفصل الخامس في شرح غزاة مؤتة 61
13 فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب 72
14 10 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 79
15 11 - من وصية له عليه السلام وصى بها جيشا بعثه إلى العدو 89
16 12 - من وصية له عليه السلام وصى بها معقل بن قيس الرباحي حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف 92
17 نبذ من الأقوال الحكمية في الحروب 95
18 13 - من كتاب له عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه 98
19 فصل في نسب الأشتر وذكر بعض فضائله 98
20 نبذ من الأقوال الحكيمة 102
21 14 - من وصية له عليه السلام لعسكره بصفين قبل لقاء العدو 104
22 نبذ من الأقوال الحكيمة 105
23 قصة فيروز بن يزدجرد حين غزا ملك الهياطلة 107
24 15 - من كلام كان يقوله عليه السلام إذا لقى عدوا محاربا 112
25 16 - من كلام كان يقوله لأصحابه عند الحرب 114
26 نبذ من الأقوال المتشابهة في الحرب 115
27 17 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه 117
28 ذكر بعض ما كان بين علي ومعاوية يوم صفين 120
29 18 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة 125
30 فصل في بني تميم وذكر بعض فضائلهم 126
31 19 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 137
32 20 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه 138
33 21 - من كتاب له عليه السلام إلى ابن عباس أيضا 140
34 23 - من كلامه له عليه السلام قاله قبل موته على سبيل الوصية لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله 143
35 24 - من وصية له عليه السلام بما يعمل في أحواله، كتبها بعد منصرفه من صفين 146
36 25 - من وصية له عليه السلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات 151
37 26 - من عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة 158
38 27 - من عهد له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر 163
39 كتاب المعتضد بالله 171
40 28 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا، وهو من محاسن الكتب 181
41 كتاب لمعاوية إلى علي 184
42 مناكحات بني هاشم وبني عبد شمس 195
43 فضل بنى هاشم على بن شمس 198
44 مفاخر بنى أمية 257
45 ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية 270
46 افتخار بني هاشم 285