شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٣٩
قال: ثم دفع إليه كتابا من الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو أخو عثمان لامه، كتبه مع هذا الرجل من الكوفة سرا أوله:
* معاوي أن الملك قد جب غاربه *.
الأبيات التي ذكرنا فيما تقدم.
قال فقال لي معاوية: أقم فان الناس قد نفروا عند قتل عثمان حتى يسكنوا.
فأقمت أربعة أشهر، ثم جاءه كتاب آخر من الوليد بن عقبه، أوله:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فإنك من أخي ثقة مليم (1) قطعت الدهر كالسدم المعنى * تهدر في دمشق ولا تريم (2) وإنك والكتاب إلى علي * كدابغة وقد حلم الأديم (3) فلو كنت القتيل وكان حيا * لشمر لا ألف ولا سئوم (4).
قال: فلما جاءه هذا الكتاب وصل بين طومارين (5) أبيضين، ثم طواهما وكتب عنوانهما

(1) المليم: من وقع منه ما يلام عليه.
(2) السدم في الأصل: الذي يرغب عن فحلته، فيحال بينه وبين الآفة، والبيت في اللسان 15: 176.
(3) يقول: أنت تسعى في إصلاح أمر قد تم فساده كالمرأة التي تدبغ الأديم الحلم الذي وقعت فيه الحلمة (وهي دودة) فنقبته وأفسدته فلا ينتفع به. وقد وردت الأربعة في اللسان (حلم)، وذكر بعدها:
لك الويلات أقحمها عليهم * فخير الطالبي الترة الغشوم فقومك بالمدينة قد تردوا * فهم صرعى كأنهم الهشيم (4) رواية هذا البيت في اللسان:
فلو كنت المصاب وكان حيا * تجرد، لا ألف ولا سئوم (5) الطومار: الصحيفة.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست