شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٣٤
ولا جعله لك أكلا، ولكنه أمانة في يدك وعنقك للمسلمين، وفوقك سلطان أنت له رعية فليس لك أن تفتات في الرعية الذين تحت يدك، يقال افتات فلان على فلان، إذا فعل بغير إذنه ما سبيله أن يستأذنه فيه، وأصله من الفوت وهو السبق، كأنه سبقه إلى ذلك الامر.
وقوله (ولا تخاطر إلا بوثيقة)، أي لا تقدم على أمر مخوف فيما يتعلق بالمال الذي تتولاه إلا بعد أن تتوثق لنفسك، يقال أخذ فلان بالوثيقة في أمره، أي احتاط.
ثم قال له: (ولعلي لا أكون شر ولاتك)، وهو كلام يطيب به نفسه ويسكن به جأشه، لان في أول الكلام إيحاشا له، إذ كانت ألفاظه تدل على أنه لم يره أمينا على المال، فاستدرك ذلك بالكلمة الأخيرة، أي ربما تحمد خلافتي وولايتي عليك، وتصادف منى إحسانا إليك، أي عسى ألا يكون شكرك لعثمان ومن قبله أكثر من شكرك لي، وهذا من باب وعدك الخفي، وتسمية العرب الملث.
وأول هذا الكتاب:
(من عبد الله على أمير المؤمنين إلى الأشعث بن قيس. أما بعد، فلو لا هنات وهنات كانت منك، كنت المقدم في هذا الامر قبل الناس، ولعل أمرا كان يحمل بعضه بعضا إن اتقيت الله عز وجل، وقد كان من بيعة الناس إياي ما قد علمت، وكان من أمر طلحة والزبير ما قد بلغك، فخرجت إليهما، فأبلغت في الدعاء، وأحسنت في البقية، وإن عملك ليس لك بطعمة....)، إلى آخر الكلام، وهذا الكتاب كتبه إلى الأشعث ابن قيس بعد انقضاء الجمل.
(٣٤)
مفاتيح البحث: الإخفاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213