شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٣٦
و المشهور المروى: (فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة)، أي رغبة عن ذلك الامام الذي وقع الاختيار له.
والمروي بعد قوله (ولاه الله بعد ما تولى)، (وأصلاه جهنم وساءت مصيرا)، وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي، فكان نقضهما كردتهما، فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون. فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فان أحب الأمور إلى فيك العافية، إلا أن تتعرض للبلاء، فان تعرضت له قاتلتك، واستعنت بالله عليك، وقد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل الناس فيه، ثم حاكم القوم إلى أحملك وإياهم على كتاب الله، فاما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن، ولعمري يا معاوية إن نظرت بعقلك..) إلى آخر الكلام.
وبعده (واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة، ولا تعترض بهم الشورى، وقد أرسلت إليك جرير بن عبد الله البجلي، وهو من أهل الايمان والهجرة، فبايع ولا قوة الا بالله).
واعلم إن هذا الفصل دال بصريحه على كون الاختيار طريقا إلى الإمامة كما يذكره أصحابنا المتكلمون، لأنه احتج على معاوية ببيعة أهل الحل والعقد له، ولم يراع في ذلك إجماع المسلمين كلهم، وقياسه على بيعة أهل الحل والعقد لأبي بكر، فإنه ما روعي فيها إجماع المسلمين، لان سعد بن عبادة لم يبايع، ولا أحد من أهل بيته وولده، ولان عليا وبنى هاشم ومن انضوى إليهم لم يبايعوا في مبدأ الامر، وامتنعوا، ولم يتوقف المسلمون في تصحيح إمامة أبى بكر وتنفيذ أحكامه على بيعتهم، وهذا دليل على صحة الاختيار وكونه طريقا إلى الإمامة، وإنه لا يقدح في إمامته عليه السلام امتناع معاوية من البيعة وأهل الشام، فأما الامامية فتحمل هذا الكتاب منه عليه السلام على التقية، وتقول: إنه ما كان يمكنه
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213