وخبط البعير فهو خابط، إذا مشى ضالا فخبط بيديه كل ما يلقاه، ولا يتوقى شيئا.
* * * وهذا الكتاب كتبه علي عليه السلام جوابا عن كتاب كتبه معاوية إليه في أثناء حرب صفين بل في أواخرها، وكان كتاب معاوية:
(من عبد الله معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب، أما بعد، فان الله تعالى يقول في محكم كتابه: ﴿ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين﴾ (1)، وإني أحذرك الله أن تحبط عملك وسابقتك بشق عصا هذه الأمة وتفريق جماعتها، فاتق الله واذكر موقف القيامة، وأقلع عما أسرفت فيه من الخوض في دماء المسلمين، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (لو تمالا أهل صنعاء وعدن على قتل رجل واحد من المسلمين لأكبهم الله على مناخرهم في النار)، فكيف يكون حال من قتل أعلام المسلمين وسادات المهاجرين، بله ما طحنت رحا حربه من أهل القرآن، وذي العبادة والايمان، من شيخ كبير، وشاب غرير، كلهم بالله تعالى مؤمن، وله مخلص، وبرسوله مقر عارف! فان كنت أبا حسن إنما تحارب على الامرة والخلافة، فلعمري لو صحت خلافتك لكنت قريبا من أن تعذر في حرب المسلمين، ولكنها ما صحت لك، إني بصحتها وأهل الشام لم يدخلوا فيها، ولم يرتضوا بها وخف الله وسطواته، واتق بأسه، ونكاله، وأغمد سيفك عن الناس، فقد والله أكلتهم الحرب، فلم يبق منهم إلا كالثمد في قرارة الغدير.
والله المستعان).
فكتب علي عليه السلام إليه جوابا عن كتابه.