شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٦٩
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تفرق الناس عنه، دنوت منه، وأمي تذب عنه، فقال: يا بن عمارة، قلت نعم، قال: إرم، فرميت بين يديه رجلا من المشركين بحجر، وهو على فرس، فأصيبت عين الفرس، فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعوله بالحجارة، حتى نضدت عليه منها وقرا، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى ويتبسم، فنظر إلى جرح بأمي على عاتقها، فقال أمك أمك أعصب جرحها، بارك الله عليكم من أهل بيت لمقام أمك خير من مقام فلان وفلان. ومقام ربيبك - يعنى زوج أمه - خير من مقام فلان، رحمكم الله من أهل بيت فقالت: أمي ادع لنا الله يا رسول الله أن نرافقك في الجنة، فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة)، قالت: فما أبالي ما أصابني من الدنيا.
قال الواقدي: وكان حنظلة بن أبي عامر تزوج جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، فأدخلت عليه في الليلة التي في صبيحتها قتال أحد، وكان قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبيت عندها، فأذن له، فلما صلى الصبح غدا يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فلزمته جميلة، فعاد فكان معها، فأجنب منها، ثم أراد الخروج، وقد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها، فأشهدتهم أنه قد دخل بها، فقيل لها بعد لم أشهدت عليه قالت: رأيت كأن السماء فرجت، فدخل فيها ثم أطبقت. فقلت: هذه الشهادة، فأشهدت عليه أنه قد دخل بي، فعلقت منه بعبد الله بن حنظلة. ثم تزوجها ثابت بن قيس بعد، فولدت له محمد بن ثابت بن قيس. وأخذ حنظلة بن أبي عامر سلاحه، فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، وهو يسوى الصفوف، فلما انكشف المشركون، اعترض حنظلة لأبي سفيان بن حرب، فضرب عرقوب فرسه، فاكتسعت الفرس، ويقع أبو سفيان إلى الأرض، فجعل يصيح: يا معشر قريش، أنا أبو سفيان بن حرب! وحنظلة يريد ذبحه بالسيف، فأسمع الصوت رجالا لا يلتفتون إليه من الهزيمة، حتى عاينه الأسود بن شعوب، فحمل على حنظلة بالرمح،
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213