سيده، فقام موليا ذليلا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال، حتى رماه الله بالعدسة (1) فقتلته (2).
ولقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثا وما يدفنانه، حتى أنتن في بيته - وكانت قريش تتقى العدسة وعدواها، كما يتقى الناس الطاعون - حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه قالا إنا نخشى هذه القرحة، قال:
فانطلقا وأنا معكما، فوالله ما غسلوه إلا قذفا عليه بالماء من بعيد، ما يمسونه، وأخرجوه فألقوه بأعلى مكة إلى كنان هناك، وقذفوا عليه بالحجارة حتى واروه.
قال محمد بن إسحاق: فحضر العباس بدرا، فأسر فيمن أسر، وكان الذي أسره أبو اليسر كعب بن عمرو أحد بنى سلمة، فلما أمسى القوم والأسارى محبوسون في الوثاق، وبات رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة ساهرا، فقال له أصحابه ما لك لا تنام يا رسول الله قال: (سمعت أنين العباس من وثاقه)، فقاموا إليه فأطلقوه، فنام رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
قال: وروى ابن عباس رحمه الله، قال: كان أبو اليسر رجلا مجموعا، وكان العباس طويلا جسيما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا اليسر، كيف أسرت العباس قال:
يا رسول الله، لقد أعانني عليه رجل ما رأيته من قبل، من هيئته كذا، قال صلى الله عليه وآله: (لقد أعانك عليه ملك كريم).
قال محمد بن إسحاق: قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في أول الوقعة، فنهى أن يقتل أحد من بني هاشم، قال: حدثني بذلك الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة حليف بنى زهرة، قال:
وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس رحمه الله،