شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٧٣
منكم قابلا عدتهم. قالوا بل نأخذ الفدية ونستعين بها، ويستشهد منا من يدخل الجنة، فقبل منهم الفداء، وقتل من المسلمين قابلا عدتهم بأحد.
قلت لو كان هذا الحديث صحيحا لما عوتبوا، فقيل لهم ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة﴾ (١)، ثم قال: ﴿لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم﴾ (2)، لأنه إذا كان خيرهم، فقد أباحهم اخذ الفداء، وأخبرهم إنه حسن، فلا يجوز فيما بعد أن ينكره عليهم، ويقول إنه قبيح.
قال الواقدي: لما حبس الأسرى وجعل عليهم شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وآله طمعوا في الحياة، فقالوا لو بعثنا إلى أبى بكر فإنه أوصل قريش لأرحامنا فبعثوا إلى أبى بكر، فأتاهم فقالوا يا أبا بكر، إن فينا الاباء والأبناء والاخوان، والعمومة وبنى العم، وأبعدنا قريب، كلم صاحبك فليمن علينا ويفادنا، فقال نعم إن شاء الله، لا آلوكم خيرا ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا وابعثوا إلى عمر بن الخطاب، فإنه من قد علمتم ولا يؤمن أن يفسد عليكم لعله يكف عنكم فأرسلوا إليه، فجاءهم فقالوا له مثل ما قالوا لأبي بكر، فقال لا آلوكم شرا، ثم انصرف إلى النبي صلى الله عليه وآله، فوجد أبا بكر عنده، والناس حوله، وأبو بكر يلينه ويغشاه، ويقول يا رسول الله، بأبي أنت وأمي قومك فيهم الاباء والأبناء والعمومة والاخوان وبنو العم، وأبعدهم عنك قريب فامنن عليهم، من الله عليك، أو فادهم قوة للمسلمين، فلعل الله يقبل بقلوبهم إليك ثم قام فتنحى ناحية، وسكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجبه، فجاء عمر فجلس مجلس أبى بكر، فقال يا رسول الله، هم أعداء الله، كذبوك

(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213