أو متكبر، أوفى أفعاله الدنيئة نحو قولك: كذاب وظالم ومتهاون بالصلاة، أو الدنيوية نحو قولك: قليل الأدب متهاون بالناس، كثير الكلام، كثير الاكل، أوفى ثوبه كقولك:
وسخ الثياب، كبير العمامة، طويل الأذيال.
وقد قال قوم: لا غيبة في أمور الدين، لان المغتاب إنما ذم ما ذمه الله تعالى، واحتجوا بما روى أنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله امرأة وكثرة صومها وصلاتها، ولكنها تؤذى جارتها، فقال: " هي في النار "، ولم ينكر عليهم غيبتهم إياها.
وروى أن امرأة ذكرت عنده عليه السلام بأنها بخيلة: فقال: " فما خيرها إذن "!
وأكثر العلماء على أن الغيبة في أمور الدين محرمة أيضا، وادعوا الاجماع على أن من ذكر غيره بما يكرهه فهو مغتاب، سواء أكان في الدين أو في غيره. قالوا: والمخالف مسبوق بهذا الاجماع، وقالوا: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " هل تدرون ما الغيبة "؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " ذكرك أخاك بما يكرهه "، فقائل قال:
أرأيت يا رسول الله، إن كان ذلك في أخي؟ قال: " إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته " (1).
قالوا: وروى معاذ بن جبل أن رجلا ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال قوم: ما أعجزه! فقال عليه السلام: " اغتبتم صاحبكم "، فقالوا: قلنا ما فيه، فقال: " إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه.
قالوا: وما احتج به الزاعمون أن لا غيبة في الدين، ليس بحجة، لان الصحابة إنما ذكرت ذلك في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله لحاجتها إلى تعرف الاحكام بالسؤال، ولم يكن غرضها التنقص.
واعلم أن الغيبة ليست مقصورة على اللسان فقط، بل كل ما عرفت به صاحبك