ضربن مليعا بالسنابك أربعا * إلى الماء لا يقدرن منه على معن (1) وخوف الردى آوى إلى الكهف أهله * وكلف نوحا وابنه عمل السفن وما استعذبته روح موسى وآدم * وقد وعدا من بعده جنتي عدن ولى من قصيدة، أخاطب رجلين فرا في حرب:
عذرتكما إن الحمام لمبغض * وإن بقاء النفس للنفس محبوب ويكره طعم الموت والموت طالب * فكيف يلذ الموت والموت مطلوب!
وقال أبو الطيب أيضا:
طيب هذا النسيم أوقر في الأنفس أن الحمام مر لمذاق (2) والأسى قبل فرقة الروح عجز والأسى لا يكون بعد الفراق البحتري:
ما أطيب الأيام إلا أنها * يا صاحبي إذا مضت لم ترجع (3) وقال آخر:
أوفى يصفق بالجناح مغلسا * ويصيح من طرب إلى الندمان يا طيب لذة هذه الدنيا كم * لو أنها بقيت على الانسان.
وقال آخر:
أرى الناس يهوون البقاء سفاهة * وذلك شئ ما إليه سبيل ومن يأمن الأيام! أما بلاؤها * فجم، وأما خيرها فقليل.