فالضرب الأول الرجل الخفيف، والثاني مصدر " ضرب ".
وكذلك قوله:
عداك حر الثغور المستضامة عن * برد الثغور وعن سلسالها الحصب (1) فأحدهما جمع " ثغر " وهو ما يتاخم العدو من بلاد الحرب، والثاني للأسنان.
ومن هذه القصيدة كم أحرزت قضب الهندي مصلته * تهتز من قضب تهتز في كثب بيض إذا انتضيت من حجبها رجعت * أحق بالبيض أبدانا من الحجب (2).
وقد أكثر الناس في استحسان هذا التجنيس وأطنبوا، وعندي أنه ليس بتجنيس أصلا، لان تسمية السيوف " قضبا " وتسمية الأغصان " قضبا " كله بمعنى واحد، وهو القطع، فلا تجنيس إذا. وكذلك البيض للسيوف، والبيض للنساء، كله بمعنى البياض، فبطل معنى التجنيس، وأظنني ذكرت هذا أيضا في كتاب " الفلك الدائر " (3).
قالوا: ومن هذا القسم قوله أيضا:
إذا الخيل جابت قسطل الخيل صدعوا * صدور العوالي في صدور الكتائب (4) وهذا عندي أيضا ليس بتجنيس، لان الصدور في الموضعين بمعنى واحد، وهو جزء الشئ المتقدم البارز عن سائره، فأما قوله أيضا:
عامي وعام العيس بين وديقة * مسجورة، وتنوفة صيخود (5)