الشرح:
هذا الفصل ليس بمنتظم من أوله إلى آخره، بل هو فصول متفرقة التقطها الرضى من خطبة طويلة على عادته، في التقاط ما يستفصحه من كلامه عليه السلام، وإن كان كل كلامه فصيحا، ولكن كل واحد له هوى ومحبة لشئ مخصوص، وضروب الناس عشاق ضروبا.
أما قوله كل شئ مملول إلا الحياة "، فهو معنى قد طرقه الناس قديما وحديثا، قال أبو الطيب:
ولذيذ الحياة أنفس في النفس وأشهى من أن يمل وأحلى (1) وإذا الشيخ قال أف فما مل حياة ولكن الضعف ملا وقال أيضا:
أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه * حريصا عليها مستهاما بها صبا (2) فحب الجبان النفس أورده البقا * وحب الشجاع النفس أورده الحربا وقال أبو العلاء:
فما رغبت في الموت كدر مسيرها * إلى الورد خمسا ثم تشر بن من أجن (3) يصادفن صقرا كل يوم وليلة * ويلقين شرا من مخالبه الحجن (4) ولا قلقات الليل باتت كأنها * من الأين والإدلاج بعض القنا اللدن