شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢١٩
ونحن نذكر طرفا من أخبارهم وابتداء ظهورهم على سبيل الاختصار، فنقول:
إنا على كثرة اشتغالنا بالتواريخ وبالكتب المتضمنة أصناف الأمم، لم نجد ذكر هذه الأمة أصلا، ولكنا وجدنا ذكر أصناف الترك من، القفجاق، واليمك، والبرلو، والتفريه، واليتبه، والروس، والخطا، والقرغز، والتركمان، ولم يمر بنا في كتاب ذكر هذه الأمة سوى كتاب واحد، وهو كتاب " مروج الذهب " للمسعودي فإنه ذكرهم هكذا بهذا اللفظ " التتر "، والناس اليوم يقولون: " التتار " بألف، وهذه الأمة كانت في أقاصي بلاد المشرق في جبال " طمغاج " من حدود الصين، وبينهم وبين بلاد الاسلام التي ما وراء النهر ما يزيد على مسير ستة أشهر، وقد كان خوارزم شاه، وهو محمد بن تكش استولى على بلاد ما وراء النهر، وقتل ملوكها من الخطا الذين كانوا ببخارى وسمرقند وبلاد تركستان، نحو كاشغر، وبلاساغون وأفناهم، وكانوا حجابا بينه وبين هذه الأمة، وشحن هذه البلاد بقواده وجنوده، وكان في ذلك غالطا، لان ملوك الخطا كانوا وقاية له ومجنا من هؤلاء، فلما أفناهم، صار هو المتولي لحرب هؤلاء أو سلمهم، فأساء قواده وأمراؤه الذين بتركستان السيرة معهم، وسدوا طرق التجارة عنهم، فانتدبت منهم طائفة نحو عشرين ألفا مجتمعة، كل بيت منها له رئيس مفرد، فهم متساندون، وخرجوا إلى بلاد تركستان، فأوقعوا بقواد خوارزم شاه وعماله هناك، وملكوا البلاد، وتراجع من بقي من عسكر خوارزم شاه، وسلم من سيف التتار إلى خوارزم شاه، فأغضي على ذلك، ورأي أن سعة ملكه تمنعه عن مباشرة حربهم بنفسه وأن غيره من قواده لا يقوم مقامه في ذلك وترك بلاد تركستان لهم، واستقر الامر على أن تركستان لهم، وما عداها من بلاد ما وراء النهر كسمرقند وبخارى وغيرهما لخوارزم شاه، فمكثوا كذلك نحو أربع سنين.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303