شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢١١
بنهر الأمير، فقذف بنفسه يروم النجاة، وقبل ذلك كان ابن الناجم وهو المعروف بأنكلاني فارق أباه، ومضى يؤم النهر المعروف بالديناري، متحصنا فيه بالأدغال والآجام، فلم يظفر بهما ذلك اليوم، ودل الموفق عليهما بعد ذلك.
وقيل له إن معهما جمعا من الزنج وجماعة من جلة قوادهم، فأرسل غلمانه في طلبهما، وأمرهم بالتضييق عليهما، فلما أحاطت الغلمان بهم أيقنوا أن لا ملجأ لهم، وأعطوا بأيديهم فظفر بهم الغلمان، وحملوهم إلى الموفق، فقتل منهم جماعة وأمر بالاستيثاق من المهلبي وأنكلاني بالحديد والرجال الموكلين بهما.
* * * قال أبو جعفر: وانصرف في هذا اليوم وهو يوم السبت، لليلتين خلتا من صفر أبو أحمد من نهر أبى الخصيب ورأس الناجم منصوب بين يديه، على قناة في شذاة يخترق به في النهر، والناس من جانبي النهر ينظرون إليه، حتى وافى دجلة،، فخرج إليها، والرأس بين يديه، وسليمان بن جامع والهمداني مصلوبان أحياء في شذاتين عن جانبيه، حتى وافى قصره بالموفقية. هذه رواية أبى جعفر وأكثر الناس عليهما.
* * * وذكر المسعودي في كتاب " مروج الذهب " (1) أن الناجم أرتث، وحمل إلى أبى أحمد وهو حي، فسلمه إلى ابنه أبى العباس، وأمر بتعذيبه، فجعله كردناجا (2) على النار وجلده ينتفخ، ويتفرقع حتى هلك.
والرواية الأولى هي الصحيحة، والذي جعل كردناجا هو قرطاس، الذي رمى أبا أحمد

(1) مروج الذهب 4: 195.
(2) الكردناج، معناه الكباب، أو ما يشبهه (وانظر ديمزون).
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303