شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٢٣
رسول الله صلى الله عليه وآله هذه اللفظة التي ذكرها عليه السلام، وهي: " يد الله على الجماعة ولا يبالي بشذوذ من شذ " وجاء في معناها كثير، نحو قوله عليه السلام: " الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد "، وقوله: " لا تجتمع أمتي على خطأ "، وقوله: سألت الله إلا تجتمع أمتي على خطأ، فأعطانيها "، وقوله: ما رآه المسلمين حسنا فهو عند الله حسن "، وقوله: " لا تجتمع أمتي على ضلالة "، و " سألت ربى إلا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها ". و " لم يكن الله ليجمع أمتي على ضلال ولا خطأ ".
وقوله عليه السلام: " عليكم بالسواد الأعظم "، وقوله: " من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه ".
وقوله: من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية ". وقوله: " من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ".
والاخبار في هذا المعنى كثيرة جدا.
ثم قال عليه السلام من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه "، يعنى شعار الخوارج، وكان شعارهم أنهم يحلقون وسط رؤوسهم ويبقى الشعر مستديرا حوله كالإكليل.
قال: " ولو كان تحت عمامتي هذه - أي لو اعتصم واحتمى بأعظم الأشياء حرمة - فلا تكفوا عن قتله.
ثم ذكر أنه إنما حكم الحكمان ليحييا ما أحياه القرآن أي ليجتمعا على ما شهد القرآن باستصوابه واستصلاحه، ويميتا ما أماته القرآن، أي ليفترقا ويصدا وينكلا عما كرهه القرآن، وشهد بضلاله.
والبجر، بضم الباء: الشر العظيم، قال الراجز:
* أرمى عليها وهي شئ بجر
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303