وفشل: جبن. فإن قلت: أما فشل المسؤول فمعلوم، فما الوجه في إطراق السائل؟
قلت: لشدة الامر وصعوبته، حتى إن السائل ليبهت ويدهش فيطرق، ولا يستطيع السؤال.
قوله عليه السلام: " إذا قلصت حربكم " يروى بالتشديد وبالتخفيف، ويروى: " عن حربكم "، فمن رواه مشددا أراد انضمت واجتمعت، وذلك لأنه يكون أشد لها وأصعب من أن تتفرق في مواطن متباعدة، ألا ترى أن الجيوش إذا اجتمعت كلها واصطدم الفيلقان، كان الامر أصعب وأفظع من أن تكون كل كتيبة من تلك الجيوش تحارب كتيبة أخرى في بلاد متفرقة متباعدة! وذلك لان اصطدام الفيلقين بأجمعهما هو الاستئصال الذي لا شوى (1) له ولا بقيا بعده. ومن رواها بالتخفيف أراد كثرت وتزايدت، من قولهم:
قلصت البئر، أي ارتفع ماؤها إلى رأسها أو، دونه، وهو ماء قالص وقليص، ومن روى:
" إذا قلصت عن حربكم " أراد إذا قلصت كرائه الأمور وحوازب الخطوب عن حربكم، أي انكشفت عنها، والمضارع من قلص يقلص بالكسر.
قوله: " وشمرت عن ساق "، استعارة وكناية، يقال للجاد في أمره: قد شمر عن ساق، وذلك لان سبوغ الذيل معثرة، ويمكن أن يجرى اللفظ على حقيقته، وذلك أن قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) (2) فسروه فقالوا: الساق: الشدة، فيكون قد أراد بقوله: " وشمرت عن ساق "، أي كشفت عن شدة ومشقة.
ثم قال: " تستطيلون أيام البلاء "، وذلك لان أيام البؤس طويلة، قال الشاعر: