ابن كعب، فتأذن لي! فقال عمر بن عبد العزيز: تزوج يرحمك الله من أحببت. فتزوجها فأولدها أبا العباس السفاح، وعمر بن عبد العزيز بعد سليمان، وأبو العباس ينبغي ألا يكون تهيأ لمثله أن يدخل على خليفة حتى يترعرع، ولا يتم مثل هذا إلا في أيام هشام ابن عبد الملك.
* * * قال أبو العباس المبرد: وقد جاءت الرواية أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام لما ولد لعبد الله بن العباس مولود فقده وقت صلاة الظهر، فقال: ما بال ابن العباس لم يحضر!
قالوا: ولد له ولد ذكر، يا أمير المؤمنين. قال: فامضوا بنا إليه، فأتاه فقال له: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب! ما سميته؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه! فقال: أخرجه إلى، فأخرجه، فأخذه فحنكه ودعا له ثم رده إليه، وقال: خذ إليك أبا الأملاك، قد سميته عليا، وكنيته أبا الحسن. قال: فلما قدم معاوية خليفة، قال لعبد الله بن العباس: لا أجمع لك بين الاسم والكنية، قد كنيته أبا محمد، فجرت عليه (1).
قلت: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى، فقلت له:
من أي طريق عرف بنو أمية أن الامر سينتقل عنهم، وأنه سيليه بنو هاشم، وأول من يلي منهم يكون اسمه عبد الله؟ ولم منعوهم عن مناكحة بنى الحارث بن كعب لعلمهم أن أول من يلي الامر من بني هاشم تكون أمه حارثية؟ وبأي طريق عرف بنو هاشم أن الامر سيصير إليهم، ويملكه عبيد أولادهم، حتى عرفوا صاحب الامر بعينه، كما قد جاء في الخبر!