شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٦ - الصفحة ٢٧٧
والمحار: المرجع، من حار يحور أي رجع، قال تعالى: (إنه ظن أن لن يحور) (1).
ويؤفكون: يقلبون، أفكه يأفكه عن كذا قلبه عنه إلى غيره، ومثله (يصرفون).
وقد قده: مقدار قده، يقال: قرب منه قيد رمح وقاد رمح، والمراد هاهنا هو القبر، لأنه بمقدار قامة الانسان.
والمتعفر: الذي قد لامس العفر، وهو التراب.
ثم قال عليه السلام: (الان والخناق مهمل)، تقديره: اعملوا الان وأنتم مخلون متمكنون لم يعقد الحبل في أعناقكم، ولم تقبض أرواحكم.
والروح يذكر ويؤنث. والفينة: الوقت، ويروى (وفينة الارتياد)، وهو الطلب.
وأنف المشية: أول أوقات الإرادة والاختيار.
قوله: (وانفساح الحوبة)، أي سعة وقت الحاجة، والحوبة: الحاجة والأرب، قال الفرزدق.
فهب لي خنيسا واتخذ فيه منة * لحوبة أم ما يسوغ شرابها (2).
والغائب المنتظر، هو الموت.
قال شيخنا أبو عثمان رحمه الله تعالى: حدثني ثمامة، قال: سمعت جعفر بن يحيى، وكان من أبلغ الناس وأفصحهم، يقول: الكتابة (3) ضم اللفظة إلى أختها، ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر، وقد تفاخرا: أنا أشعر منك لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه! ثم قال: وناهيك حسنا بقول علي بن أبي طالب عليه السلام: (هل من مناص أو خلاص، أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو محار).

(1) سورة الانشقاق 14 (2) ديوانه 1: 94. الحوبة: الحاجة وخنيس فتى كان بالجيش في السند، مجمر - والتجمير: أن ينزل في البعث ولا يرد - وكانت أمه امرأة من الشام، تشفعت بالفرزدق في شأنه، فكتب إلى العامل أبياتا، ومنها هذا البيت، والخبر مذكور في الديوان.
(3) ب: (بضم)، وما أثبته من ا.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست