وهو الزمان إذا نبا * سلب الذي أعطى قديما كالريح ترجع عاصفا * من بعد ما بدأت نسيما أبو عثمان الخالدي:
ألفت من حادثات الدهر أكبرها * فما أعادي على أحداثها الصغر تزيدني قسوة الأيام طيب نثا * كأنني المسك بين الفهر والحجر السرى الرفاء:
تنكد هذا الدهر فيما يرومه * على أنه فيما نحاذره ندب (1) فسير الذي نرجوه سير مقيد * وسير الذي نخشى غوائله وثب ابن الرومي:
ألا إن في الدنيا عجائب جمة * وأعجبها ألا يشيب وليدها إذا ذل في الدنيا الأعزاء واكتست * أذلتها عزا وساد مسودها هناك فلا جادت سماء بصوبها * ولا أمرعت أرض، ولا اخضر عودها أرى الناس مخسوفا بهم غير أنهم * على الأرض لم يقلب عليهم صعيدها وما الخسف أن يلفي أسافل بلدة * أعاليها، بل أن يسود عبيدها السرى الرفاء:
لنا من الدهر خصم لا نطالبه * فما على الدهر لو كفت نوائبه (2)!
يرتد عنه جريحا من يسالمه * فكيف يسلم منه من يحاربه!
ولو أمنت الذي تجنى أراقمه * على هان الذي تجنى عقاربه