كل واحد مع إلفه، ثم صادفت عمر تلك الليلة في مسيرنا، فحادثته، فشكى إلي تخلف علي عنه. فقلت: ألم يعتذر إليك؟ قال: بلى، فقلت: هو ما اعتذر به، قال: يا بن عباس، إن أول من ريثكم عن هذا الامر أبو بكر، إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة، قلت: لم ذاك يا أمير المؤمنين؟ ألم ننلهم خيرا؟ قال: بلى، ولكنهم لو فعلوا لكنتم عليهم جحفا جحفا (1).
قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال: حدثنا علي بن هشام، مرفوعا إلى عاصم بن عمرو بن قتادة، قال: لقي علي ع عمر، فقال له علي ع: أنشدك الله! هل أستخلفك رسول الله ص؟ قال: لا، قال: فكيف تصنع أنت وصاحبك؟ قال: أما صاحبي فقد مضى لسبيله، وأما أنا فسأخلعها من عنقي إلى عنقك، فقال: جدع الله أنف من ينقذك منها! لا ولكن جعلني الله علما، فإذا قمت فمن خالفني ضل.
قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد، عن هارون بن عمر، عن محمد بن سعيد بن الفضل عن أبيه، عن الحارث بن كعب، عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي، قال: كان خالد ابن سعيد بن العاص من عمال رسول الله ص على اليمن، فلما قبض رسول الله ص جاء المدينة، وقد بايع الناس أبا بكر، فاحتبس عن أبي بكر فلم يبايعه أياما، وقد بايع الناس، وأتى بني هاشم، فقال: أنتم الظهر والبطن والشعار دون الدثار (2)، والعصا دون اللحا (3)، فإذا رضيتم رضينا، وإذا أسخطتم سخطنا. حدثوني إن كنتم قد بايعتم هذا الرجل! قالوا: نعم، قال: