القرى، فوجدت خالد بن عرفطة قد مات، فاستغفر له، فقال (ع): والله ما مات ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن حمار. فقام رجل آخر من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا حبيب بن حمار، وإني لك شيعة ومحب، فقال:
أنت حبيب بن حمار؟ قال: نعم، فقال له ثانية: والله إنك لحبيب بن حمار؟ فقال: أي والله! قال: أما والله إنك لحاملها ولتحملنها، ولتدخلن بها من هذا الباب. وأشار بها إلى باب الفيل بمسجد الكوفة قال ثابت: فوالله ما مت حتى رأيت ابن زياد، وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي (ع)، وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب بن حمار صاحب رايته، فدخل بها من باب الفيل.
وروى محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، قال: قال علي (ع) على المنبر:
ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا. فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل الله تعالى فيك؟ فقام الناس إليه يضربونه، فقال: دعوه، أتقرأ سورة هود؟
قال: نعم، قال: فقرأ (ع): أفقام الناس إليه يضربونه، فقال: دعوه، أتقرأ سورة هود؟
قال: نعم، قال: فقرأ (ع): أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه (1) ثم قال: الذي كان على بينة من ربه محمد (ص)، والشاهد الذي يتلوه أنا.
وروى عثمان بن سعيد، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، قال: خطب علي (ع) فقال في أثناء خطبته: أنا عبد الله، وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلا كذب، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيدة نساء هذه الأمة، وأنا خاتم الوصيين