ما صنع، وكان الكتاب شعرا، فكتب يزيد بن حجية إليه لو كنت أقول شعرا، لأجبتك، ولكن قد كان منكم خلال 4 ثلاث لا ترون معهن شيئا مما تحبون، أما الأولى فإنكم سرتم إلى أهل الشام، حتى إذا دخلتم بلادهم، وطعنتموهم بالرماح، وأذقتموهم ألم الجراح، رفعوا المصاحف فسخروا منكم، وردوكم عنهم، فوالله والله لا دخلتموها بمثل تلك الشوكة والشدة أبدا. والثانية أن القوم بعثوا حكما، وبعثتم حكما، فأما حكمهم فأثبتهم، وأما حكمكم فخلعكم، ورجع صاحبهم يدعى أمير المؤمنين، ورجعتم متضاغنين:
والثالثة أن قراءكم وفقهاءكم وفرسانكم خالفوكم، فعدوتم عليهم، فقتلتموهم، ثم كتب في آخر الكتاب بيتين لعفان بن شرحبيل التميمي أحببت أهل الشام من بين الملا * و بكيت من أسف على عثمان أرضا مقدسة وقوما منهم * أهل اليقين وتابعو الفرقان وذكر أبو أحمد العسكري (1) في كتاب الأمالي أن سعد بن أبي وقاص دخل على معاوية عام الجماعة، فلم يسلم عليه بإمرة المؤمنين، فقال له معاوية: لو شئت أن تقول في سلامك غير هذا لقلت، فقال سعد: نحن المؤمنون ولم نؤمرك، كأنك قد بهجت بما أنت فيه يا معاوية! والله ما يسرني ما أنت فيه وأنى هرقت المحجمة دم، قال: ولكني وابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا أكثر من محجمة ومحجمتين، هلم فاجلس معي على السرير، فجلس معه، فذكر له معاوية اعتزاله الحرب، يعاتبه، فقال سعد: إنما كان مثلي ومثل الناس كقوم أصابتهم ظلمة، فقال واحد منهم لبعيره إخ، فأناخ حتى أضاء له الطريق