الامر ليس على الشرف يولاه أهله لو كان على الشرف كان أحق الناس بهذا الامر أبرهة بن الصباح، إنما هو لأهل الدين والفضل، مع أنى لو كنت أعطيه أفضل قريش شرفا لأعطيته علي بن أبي طالب وأما قولك: إن معاوية ولى عثمان فوله هذا الامر فإني لم أكن أوليه إياه لنسبته من عثمان، وادع المهاجرين الأولين! وأما تعريضك لي بالإمرة والسلطان فوالله لو خرج لي من سلطانه ما وليته، وما كنت أرتشي في الله ولكنك إن شئت أحيينا سنة عمر بن الخطاب.
قال نصر: وحدثني عمر بن سعد عن أبي جناب أن أبا موسى قال غير مرة: والله إن استطعت لأحيين اسم عمر بن الخطاب، قال: فقال عمرو بن العاص: إن كنت إنما تريد أن تبايع ابن عمر لدينه، فما يمنعك من ابني عبد الله، وأنت تعرف فضله وصلاحه! فقال إن ابنك لرجل صدق، ولكنك قد غمسته في هذه الفتنة (!) قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، قال: قال أبو موسى لعمرو: يا عمرو، إن شئت ولينا هذا الامر الطيب ابن الطيب، عبد الله بن عمر فقال له عمرو يا أبا موسى، إن هذا الامر لا يصلح له الا رجل له ضرس يأكل ويطعم، وإن عبد الله ليس هناك.
قال نصر: وقد كان في لابن أبي موسى غفلة، فقال ابن الزبير لابن عمر: اذهب إلى عمرو بن العاص فارشه، فقال ابن عمر: لا والله لا أرشو عليها بشئ أبدا ما عشت، ولكنه قال له: إن العرب قد أسندت إليك أمرها بعد ما تقارعت بالسيوف، وتطاعنت بالرماح، فلا تردهم في فتنة واتق الله.