ما منع عليا ان يبعثك مع عمرو يوم التحكيم فقال منعه حاجز القدر ومحنه الابتلاء وقصر المدة اما والله لو كنت لقعدت على مدارج أنفاسه ناقضا ما أبرم ومبرما ما نقض أطير إذا أسف وأسف إذا طار ولكن قد سبق قدر وبقى أسف ومع اليوم غد والآخرة خير لأمير المؤمنين.
وذكر البلاذري أيضا قال قام عمرو بن العاص بالموسم فأطرى معاوية وبنى أمية وتناول بني هاشم وذكر مشاهده بصفين ويوم لابن أبي موسى فقام إليه ابن عباس فقال يا عمرو إنك بعت دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك ومناك ما في يد غيره فكان الذي أخذه منك فوق الذي أعطاك وكان الذي أخذت منه دون ما أعطيته وكل راض بما أخذ وأعطى فلما صارت مصر في يدك تتبعك بالنقض عليك والتعقب لأمرك ثم بالعزل لك حتى لو أن نفسك في يدك لأرسلتها وذكرت يومك مع أبي موسى فلا أراك فخرت إلا بالغدر ولا منيت إلا بالفجور والغش وذكرت مشاهدك بصفين فوالله ما ثقلت علينا وطأتك ولا نكات فينا جرأتك ولقد كنت فيها طويل اللسان قصير البنان آخر الحرب إذا أقبلت وأولها إذا أدبرت لك يدان يد لا تقبضها عن شر ويد لا تبسطها إلى خير ووجهان وجه مؤنس ووجه موحش ولعمري إن من باع دينه بدنيا غيره لحري حزنه على ما باع واشترى أما إن لك بيانا ولكن فيك خطل وإن لك لرأيا ولكن فيك فشل وإن أصغر عيب فيك لأعظم عيب في غيرك.
قال نصر وكان النجاشي الشاعر صديقا لأبي موسى فكتب إليه يحذره من عمرو بن العاص يؤمل أهل الشام عمرا وإنني لآمل عبد الله عند الحقائق