ترى، فدونك القوم. فأخذ الأشتر لواء علي عليه السلام، وقال (1):
إني أنا الأشتر معروف الشتر (2) * إني أنا الأفعى العراقي الذكر لست ربيعيا ولست من مضر (3) * لكنني من مذحج الشم الغرر فضارب القوم حتى ردهم، فانتدب (4) له همام بن قبيصة الطائي - وكان مع معاوية - فشد عليه في مذحج، فانتصر عدي بن حاتم الطائي للأشتر، فحمل عليه في طئ، فاشتد القتال جدا، فدعا علي ببغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركبها، ثم تعصب بعمامة رسول الله، ونادى: أيها الناس، من يشري نفسه لله! إن هذا يوم له ما بعده، فانتدب معه ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفا، فتقدمهم علي عليه السلام، وقال:
دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * وأصبحوا أمركم أو بيتوا (5) حتى تنالوا الثأر أو تموتوا وحمل وحمل الناس كلهم حملة واحدة، فلم يبق لأهل الشام صف إلا أزالوه، حتى أفضوا إلى معاوية، فدعا معاوية بفرسه ليفر عليه.
وكان معاوية بعد ذلك يحدث فيقول: لما وضعت رجلي في الركاب، ذكرت قول عمرو بن الإطنابة (6) أبت لي عفتي وأبى بلائي * وأخذي الحمد بالثمن الربيح