ترجمة المؤلف هو الامام الفقيه الزاهد شيخ الاسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي ولد في شعبان سنة (541 ه) ببلدة جماعيل من أعمال نابلس قرب بيت المقدس من أرض فلسطين المقدسة، وكان الصليبيون في ذلك الوقت قد استولوا على بيت المقدس وما حوله من البقاع، فهاجر والده أبو العباس أحمد بن محمد بن قدامة - رئيس هذا البيت المبارك وهذه الشجرة الطيبة - بأسرته إلى دمشق مع ابنيه أبي عمر، وموفق الدين، وابن خالتهما عبد الغني المقدسي، حوالي سنة (551 ه) وللحافظ ضياء الدين المقدسي كتاب في سبب هجرة المقادسة إلى دمشق - فنزلوا في مسجد أبي صالح بدمشق ظاهر الباب الشرقي، ثم انتقلت الأسرة بعد سنتين من مسجد أبي صالح إلى جبل قاسيون في صالحية دمشق، وفي خلال هذه المدة كان الموفق يحفظ القرآن ويتلقى مبادئ علومه على أبيه أبي العباس (وهو من أهل العلم والفضل والصلاح والزهد) ثم تتملذ على شيوخ دمشق وعلمائها وحفظ مختصر الحرقي، في الفقه، وغيره من الكتب، وما زال يتقدم حتى بلغ العشرين من عمره فقام برجلة إلى بغداد يصحبه ابن خالته عبد الغني المقدسي، وكانا في سن واحدة، فأقام الموفق في بداية امره مدة يسيرة عند الشيخ عبد القادر الجيلاني ببغداد، وكان الشيخ في التسعين من عمره، فقرأ عليه مختصر الحرقي
(ترجمة المؤلف ٨)