حتى دخل الفقير فوضع الطعام، واجتمع الشيخ والفقراء. وقدموا الطعام، فأمسك الشيخ عن الطعام، وقال: يا فقير! ما قصة هذا الطعام؟ فحكى له القصة بكمالها. فقال الشيخ: أترضون أن تأكلوا طعام نصراني وصلكم به دون مكافأة؟ قالوا: ما مكافأته؟ قال: تدعون الله له قبل أكل طعامه بالنجاة من النار، فدعوا له وهو يسمع. فلما رأى النصراني إمساكهم عن الطعام مع حاجتهم إليه، وسمع ما قال الشيخ، قرع الباب، ففتح له ودخل، وقطع الزنار، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
* * * تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - كتاب التوابين للإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي رحمه الله . آخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.