وكان امام في فنون كثيرة، ولم يكن في زمانه بعد أخيه أبي عمرو العماد ازهد ولا أورع ولا اعلم منه، وكان كثير الحياء، عزوفا عن الدنيا وأهلها، هينا، لينا، متواضعا، محبا للمساكين، حسن الاخلاق، جوادا، سخيا، وكان كثير العبادة، غزير الفضل، ثابت الذهن، شديد التثبت في علمه، دائم السكون، قليل الكلام، كثير العمل، يستأنس الانسان برؤيته قبل كلامه ومناقبه كثيرة.
وقد ألف الحافظ ضياء الدين المقدسي في سيرته كتابا، وكذلك الحافظ الذهبي ولم يقتصر أمره - رحمه الله - على العلم والتقوى، بل كان مجاهدا في سبيل الله مع البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي جند المسلمين سنة (583 ه) لقمع الصليبين وتطهير الأرض المقدسة من رجسهم فقد ذكر من ترجم له انه هو واخوه أبو عمر وتلاميذهما وبعض افراد أسرتهما كانوا تحت هذه الألوية المظفرة، وكان لهما ولتلاميذهما خيمة يتنقلون بها مع المجاهدين في سبيل الله حيثما حلوا.
وقد ترك رحمه الله من المصنفات المفيدة والمؤلفات النافعة في الفقه وغيره، الشيء الكثير.
ففي الفقه العمدة للمبتدئين والمقنع للمتوسطين، والكافي ذكر فيه من الأدلة ما يتوصل الطلبة للعمل بالدليل، والمغني شرح مختصر الحرقي ذكر فيه مذاهب العلماء والأدلة ليعلم من كان عنده أهلية طرق الاجتهاد وروضة الناظر في في أصول الفقه ومختصر في غريب الحديث والبرهان في مسالة القرآن والقدر و فضائل الصحابة والمتحابين في الله والرقة والبكاء وذم الموسوسين وذم التأويل والتبيين