فرقا من الله ومن مقامي بين يديه، وقد بغضت إلي، فأنت أبغض الناس إلي. فقالت: إن كنت صادقا فما لي زوج غيرك. فقال:
دعيني أخرج. فقالت: لا، إلا أن تجعل لي أن تزوج بي، قال: لا، حتى أخرج. قالت: فلي عليك إن أنا أتيتك أن تتزوجني؟ قال:
لعل. فتقنع بثوبه، ثم خرج إلى بلده. وارتحلت تائبة نادمة على ما كان منها حتى قدمت بلده. فسألت عن اسمه ومنزله، فدلت عليه فقيل له: إن الملكة قد جائتك. فلما رآها شهق شهقة فمات وسقط في يدها. وقالت: أما هذا فقد فاتني، فهل له من قريب؟ قالوا: أخوه رجل فقير. قالت: فإني أتزوجه حبا لأخيه. فتزوجته، فنشر الله منها سبعة أنبياء.
26 - [توبة القصاب والجارية] أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة بن البنا، حدثنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا الحسن بن الصباح، ثنا زيد ابن الحباب، ثنا محمد بن نشيط الهلالي، ثنا بكر بن عبد الله المزني.
أن قصابا ولع بجارية لبعض جيرانه. فأرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية أخرى، فتبعها، فراودها عن نفسها. فقالت: لا تفعل!