في حر شديد لا يأكل ولا يشرب. وقال: لا أزال هكذا حتى أفارق الدنيا أو يتوب الله علي. قال: فلم يزل كذلك حتى يسمع الصوت من الجهد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه بكرة وعشية. ثم تاب الله عليه، فنودي: إن الله قد تاب عليك. وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ليطلق عنه رباطه، فأبى أن يطلقه عنه أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: الزهري فحدثتني هند بنت الحارث عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رباطه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرفع صوته يكلمه ويخبره بتوبته، وما يدري كثيرا مما يقول له من الجهد والضعف. ولقد كان الرباط حز في ذراعه، وكان من شعر، وكان يداويه بعد ذلك دهرا.
44 - [توبة أبي هريرة رضي الله عنه عن فتواه في امرأة زانية وقرأت في " تنبيه الغافلين " عن أبي هريرة، قال: خرجت ذات ليلة بعد ما صليت العشاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بامرأة متنقبة قائمة على الطريق. فقالت: يا أبا هريرة! إني قد ارتكبت ذنبا