وقيل للإمام أحمد بن حنبل: أيرحل الرجل في طلب العلو؟
فقال: " بلى والله شديدا، لقد كان علقمة والأسود يبلغهما الحديث عن عمر رضي الله عنه فلا يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه (1) ".
وقال أبو العالية: " كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالبصرة فما نرضي حتى نركب إلى المدينة فنمعها من أفواههم... " (2).
وغير ذلك كثير جدا.
4 - البحث عن أحوال الرواة:
وذلك لأن معرفة أداء الراوي للحديث كما سمعه هو المقصد الذي عليه مدار هذا العلم، ومن أجله بذلت كل الجهود، ووضعت قواعد النقد، فكان لابد من تقصي أحوال الرواة وأخبارهم حتى يتميز مقبولهم من مردودهم، وقد قلنا في كتابنا " منهج النقد " (3): " ولولا ما بذله الأئمة النقاد في هذا الشأن من الجهود في البحث عن عدالة الرواة واختبار حفظهم وتيقظهم حتى رحلوا في سبيل ذلك وتكبدوا المشاق ثم قاموا في الناس بالتحذير من الكذابين والضعفاء المخلطين لاشتبه أمر الإسلام واستولت الزنادقة ولخرج الدجالون ".
وحسبنا دليلا على أهمية هذا البحث تلك العلوم الكثيرة التي تبحث