1 - تحصيل الحديث:
ولعل هذا أول أسباب الرحلة، خصوصا في عهود الاسلام الأولى ومنه جاءت رحلات الصحابة (1) ثم التابعين، وهكذا...
وذلك أن الصحابة رضي الله عنهم تفرقوا في البلاد ومع كل واحد منهم علم حمله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان هناك عدد منهم نستطيع أن نقول إنهم كانوا يحملون جملة الحديث، وهم الذين كان الخلفاء يرسلونهم إلى البلاد دعاة ومعلمين، مثل عبد الله بن مسعود في العراق، وأبي الدرداء في الشام...
ثم انتشر علم الصحابة في تلامذتهم التابعين وتفرق بينهم، فاحتاج العلماء إلى تحصيل الحديث من صدور حملته استكمالا لعلم السنة النبوية.
وقد ضرب المسلمون في ذلك مثلا عاليا، وبلغوا شأوا عزيز المال، حتى رحلوا في طلب الحديث الواحد، وها هو ذا كتاب الرحلة الذي بين أيدينا بينة واضحة على هذا المقصد الجليل.
2 - التثبت من الحديث:
وهذا كان مقصد أبي أيوب رضي الله عنه في رحلته من المدينة المنورة إلى مصر ليثبت من حديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه غيره وغير عقبة بن عامر (2).
وكذلك رحل شعبة بن الحجاج من أجل اسناد لحديث فضل