نفسي أن أقيم سنة! فانقطع نفقتي، فجعلت أبيع ثياب بدني شيئا بعد شئ، حتى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد وغدا علي رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني وانصرفت جائعا.
فلما كان من الغد غدا علي. فقال: " مر بنا إلى المشايخ ".
قلت: " أنا ضعيف لا يمكنني " قال: " ما ضعفك؟ ".
قلت: " لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ".
فقال: " قد بقي معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه، ونجعل النصف الآخر في الكراء ".
فخرجنا من البصرة. وقبضت منه النصف دينار.
109 - الحافظ الإمام الجوال الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي، الشعراني المتوفي سنة 282 ه، كان أديبا فقيها، عابدا، عارفا بالرجال.
قال ابن المؤمل:
" كنا نقول: ما بقي بلد لم يدخله الفضل الشعراني في طلب الحديث إلا الأندلس ". تذكرة الحفاظ