طلب الحديث والعلم، ولا يعتبر محدثا قط من لم يلق الشيوخ ويأخذ عنهم، مهما عنعن ودندن، إنما هو واحد من جملة الوراقين.
وان ما أورده الحافظ الخطيب في الرحلة للحديث الواحد، ثم ما استدركناه عليه ليس كل ما ورد في ذلك، بل هناك الكثير من أخبار هذا النوع من الرحلة - فيما نرى - حسب القارئ منه هذا القدر، ليثير العبرة والذكرى والاعتزاز بهذا التراث العظيم، وليحفز الهمم للاجتهاد في طلب العلم، والرحلة إلى لقاء العلماء لزيارتهم أو الإفادة من علمهم، أو تلقن شمائلهم وهديهم، والسعي لا حياء حضارة هذه الأمة الإسلامية.
وهذا آخر ما تيسر تعليقه على كتاب " الرحلة في طلب الحديث " للخطيب البغدادي رحمه الله وأجزل مثوبته، وقع الفراغ منه يوم السبت خامس رمضان المبارك من شهور سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وألف من هجرة خير البرية صلى الله عليه وسلم يوافقه الحادي والعشرون من أيلول لسنة أربع وسبعين وتسعمائة والف.
وفقنا الله لاتباع كتابه وسنة رسوله، ورفع لوائهما، وألهمنا محبة أئمة هذا الدين وعلماءه الفاضلين ومعرفة فضلهم، وجزاهم عنا وعن العلم والدين خير الجزاء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وكتب المفتقر إلى عناية مولاه نور الدين عتر