الوضوء والذكر بعده، فإن أبا إسحاق السبيعي الذي سمع منه شعبة هذا الحديث مدلس، ولم يكشف لشعبة عن حقيقة أمر السند، وكان شعبة كثير العناية بتتبع المدلسين، فرحل تلك الرحلة المضنية حتى توصل إلى نتيجة مؤسفة هي سقوط رواة من السند أحدهم مطعون فيه، فلم يملك نفسه أن قال: " دمر علي هذا الحديث، لو صح لي هذا الحديث كان أحب إلي من أهلي ومن مالي ومن الدنيا كلها " (1).
ومن التثبت من الحديث أن يكون عند المحدث أحاديث يرويها فيسمع في رحلته بعض هذه الأحاديث بأسناد تلتقي مع إسناده وتتفق في صيغة المتن المروي أو معناه (2) أو يسمع أحاديث أخرى في معني ما يرويه (3) فيطمئن المحدث ويتقوى الحديث حتى يحتج به إن كان فيه ضعف من قبل (4)، أو يزداد صحة إن كان من قبل صحيحا (5). كما أن تتبع الروايات والأسانيد قد يسفر عن خلل يسقط حديثا كان يظنه من قبل صحيحا (6).