قال وكان النعمان رجلا بكاء فقال قد كان الله جل وعلا يشهدك أمثالها فلا يخزيك ولا يعري موقفك وإنه والله ما منعني أن لأخف إلا بشئ شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذ غزا فلم يقاتل أول النهار لم يعجل حتى تحضر الصلوات وتهب الأرواح ويطيب القتال ثم قال النعمان اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام وأهله وذل الكفر وأهله ثم اختم لي على إثر ذلك بالشهادة ثم قال أمنوا يرحمكم الله فأمنا وبكى وبكينا ثم قال النعمان إني هاز لوائي فتيسروا للسلاح ثم هازه الثانية فكونوا متيسرين لقتال عدوكم بإزاركم فإذا هززته الثالثة فليحمل كل قوم على من يليهم من عدوكم على بركة الله قال فلما حضرت الصلاة وهبت الأرواح كبر وكبرنا وقال ريح الفتح والله إن شاء الله وإني لأرجو أن يستجيب الله لي وأن يفتح علينا فهز اللواء فتيسروا ثم هزه الثانية ثم هزه الثالثة فحملنا جميعا كل قوم على من يليهم وقال النعمان إن أنا أصبت فعلى الناس حذيفة بن وابنه فإن أصيب حذيفة ففلان فإن أصيب فلان ففلان
(٦٨)