والعدة فلما أتيتهم رأيت تلك الحراب والدرق يلتمع منه البصر ورأيتهم قياما على رأسه وإذا هو على سرير من ذهب وعلى رأسه التاج فمضيت كما أنا ونكست رأسي لأقعد معه على السرير قال فدفعت ونهرت فقلت إن الرسل لا يفعل بهم هذا فقالوا لي إنما أنت كلب أتقعد مع الملك فقلت لأنا أشرف في قومي من هذا فيكم قال فانتهرني وقال اجلس فجلست فترجم لي قوله فقال يا معشر العرب إنكم كنتم أطول الناس جوعا وأعظم الناس شقاء وأقذر الناس قذرا وأبعد الناس دارا وأبعده من كل خير وما كان منعني أن آمر هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسا بجيفكم لأنكم أرجاس فإن تذهبوا نخلي عنكم وإن تابوا نركم مصارعكم قال المغيرة فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت والله ما أخطأت من بشاء ونعتنا شيئا إن كنا لأبعد الناس دارا وأشد الناس جوعا وأعظم الناس شقاء وأبعد الناس من كل خير حتى بعث الله إلينا رسولا فوعدنا النصر في الدنيا والجنة في الآخرة
(٦٦)