فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه، فلما فرغ من أذانه قام عمر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل معه الكتاب، فكان مملو أنزل الله عليه آية الرجم، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، وإني خائف أن يطول بالناس زمان فيقول قائل: والله ما الرجم في كتاب الله فيضل أو يترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى، إذا أحصن وقامت البينة، وكان الحمل أو الاعتراف.
ثم قد كنا نقرأ (ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) أو (فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم) ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تطروني كما أطرت (1) النصارى ابن مريم صلوات الله عليه، فإنما أنا عبد الله، فقولوا: عبد الله ورسوله، ثم إنه بلغني أن فلانا منكم يقول: إنه لو قد مات أمير المؤمنين قد بايعت (2) فلانا، فلا يغرن أمرا (3) أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة (4)،