ورأي صاحب الحمام في حمامه البركة والرفق (1)، وفوض إليه (2)، وجعل يسترسل إليه، وعلقه (3) فتية من أهل المدينة، فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض، وخبر الآخرة، حتى آمنوا به، وصدقوه، وكانوا على مثل حاله في حسن الهيئة، وكان يشترط على صاحب الحمام أن الليل لي، ولا تحول بيني وبين الصلاة إذا حضرت، حتى جاء ابن الملك بامرأة يدخل بها الحمام، فعيره الحواري فقال: أنت ابن الملك، وتدخل معك هذه الكذا وكذا (4)، فاستحيى فذهب، فرجع مرة أخرى، [فقال له مثل ذلك] (5)، فسبه وانتهره، ولم يلتفت، حتى دخل، ودخلت مع المرأة، فباتا في الحمام، فماتا فيه، [فأتي الملك فقيل له: قتل صاحب الحمام ابنك] (5)، فالتمس فلم يقدر [عليه] (5)، وهرب، [فقال:] (5) من كان يصحبه؟ فسموا الفتية، فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب لهم في زرع له، وهو على مثل أمرهم، فذكروا له أنهم التمسوا، فانطلق معهم، ومعه كلب، حتى أواهم الليل إلى كهف، فدخلوا فيه، فقالوا: نبيت هاهنا الليلة، ثم نصبح إن شاء الله، ثم ترون (6) رأيكم، قال: فضرب (7) على آذانهم، فخرج الملك
(٤٢٤)