وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، والدليل الديلي، فأخذ بهم طريق أذاحر، وهو طريق الساحل.
قال معمر: قال الزهري: فأخبرني عبد الرحمن (1) بن مالك المدلجي، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول: جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية (2) كل واحد منهما، لمن قتلهما أو أسرهما، قال: فبينا أنا جالس من مجالس قومي من بني مدلج (3)، أقبل رجل منهم حتى قام علينا، فقال: يا سراقة! إني رأيت آنفا أسودة (4) بالساحل، أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا، انطلقوا بغاة (5)، قال: ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت، فدخلت بيتي، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي، وهي من وراء أكمة تحبسها علي، وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت،