عون المعبود - العظيم آبادي - ج ١٤ - الصفحة ٩٦
الخبر كأنه قال من أحب ذلك وجب له أن ينزل منزلة من النار وحق له ذلك. واستدل المؤلف رحمه الله بهذا الحديث على منع قيام الرجل للرجل تعظيما له.
وفي فتح الباري قال النووي في الجواب عن هذا الحديث: إن الأصح والأولى بل الذي لا حاجة إلى ما سواه أن معناه زجر المكلف أن يحب قيام الناس له، قال وليس فيه تعرض للقيام بنهي ولا غيره وهذا متفق عليه. قال والمنهي عنه محبة القيام، فلو لم يخطر بباله فقاموا له أو لم يقوموا فلا لوم عليه، فإن أحب ارتكب التحريم سواء قاموا أو لم يقوموا، قال فلا يصح الاحتجاج به لترك القيام فإن قيل فالقيام سبب للوقوع في المنهى عنه، قلنا هذا فاسد لأنا قدمنا أن الوقوع في المنهى عنه يتعلق بالمحبة خاصة انتهى ملخصا. ولا يخفى ما فيه، واعترضه ابن الحاج بأن الصحابي الذي تلقى ذلك من صاحب الشرع قد فهم منه النهي عن القيام الموقع للذي يقام له في المحذور فصوب فعل من امتنع من القيام دون من قام وأقروه على ذلك، وكذا قال شمس الذين ابن القيم في حواشي السنن في سياق حديث معاوية رد على من زعم أن النهي إنما هو في حق من يقوم الرجال بحضرته، لأن معاوية إنما روى الحديث حين خرج فقاموا له. انتهى ما في الفتح.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي وقال حسن هذا آخر كلامه. وقد تقدم الكلام على هذا الحديث وما بعده في الورق التي قبل هذا في باب ما جاء في القيام انتهى كلام المنذري.
(عن أبي العدبس) بفتح المهملتين والموحدة المشددة بعدها مهملة كوفي مجهول من السادسة كذا في التقريب (متوكئا) أي معتمدا (على عصا) أي لمرض كان به، قاله القاري (فقمنا إليه) وفي المشكاة فقمنا له. قال القاري: أي لتعظيمه، واحتج بهذا الحديث على منع القيام، وأجاب عنه الطبري بأنه حديث ضعيف مضطرب السند فيه من لا يعرف كذا في فتح الباري.
قال المنذري: وأخرجه ابن ماجة وفي إسناده أبو غالب واسمه حزور، ويقال نافع، ويقال سعيد بن الحزور، قال يحيى بن معين صالح الحديث، وقال مرة ليس به بأس، وقال مرة ترك شعبة أبا غالب إنه رآه يحدث في الشمس، وضعفه شعبة على أنه تغير عقله، وقال موسى بن هارون ثقة، وقال أبو حاتم الرازي ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ما يقول إذا هاجت الريح 3
2 باب في المطر 5
3 باب في الديك والبهائم 5
4 باب نهيق الحمير ونباح الكلاب 6
5 باب في المولود يؤذن في أدنه 7
6 باب في الرجل يستعيذ من الرجل 9
7 باب في رد الوسوسة 10
8 باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه 12
9 باب في التفاخر بالأحساب 15
10 باب في العصيبة 17
11 باب الرجل يحب الرجل على خير يراه 20
12 باب في المشورة 25
13 باب في الدال على الخير 26
14 باب في الهوى 27
15 باب في الشفاعة 28
16 باب في الرجل يبدأ بنفسه في الكتاب 29
17 باب كيف يكتب إلى الذمي 32
18 باب في بر الولدين 32
19 باب في فضل من عال يتامى 38
20 باب فيمن يتيما 41
21 باب في حق الجوار 42
22 باب في حق المملوك 44
23 باب في حق المملوك إذا نصح 52
24 باب فيمن خبب مملوكا على مولاه 52
25 باب في الاستئذان 52
26 باب كيف الاستئذان 55
27 باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان 57
28 باب الرجل يستأذن بالدق 61
29 باب دق الباب عند الاستئذان 61
30 باب في الرجل يدعي أيكون ذلك إذنه 62
31 باب في الاستئذان في العورات الثلاث 64
32 أبواب السلام 68
33 باب إفشاء السلام 68
34 باب كيف السلام 69
35 باب في فضل من بدا بالسلام 70
36 باب من أولى بالسلام 70
37 باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه 71
38 باب في السلام على الصبيان 74
39 باب في السلام على النساء 74
40 باب في السلام على أهل الذمة 75
41 باب في السلام إذا قام من المجلس 78
42 باب كراهية أن يقول عليك السلام 78
43 باب ما جاء في رد واحد عن الجماعة 79
44 باب في المصافحة 80
45 باب في المعانقة 83
46 باب في القيام 84
47 باب في في قبلة الرجل ولده 87
48 باب في قبلة ما بين العينين 88
49 باب في قبلة الخد 88
50 باب في قبلة اليد 89
51 باب في قبلة الجسد 90
52 باب قبلة الرجل 91
53 باب في الرجل يقول جعلني الله فداك 92
54 باب في الرجل يقول أنعم الله بك عينا 94
55 باب الرجل يقول للرجل حفظك الله 95
56 باب الرجل يقوم للرجل يعظمه بذلك 95
57 باب في الرجل يقوم فلان يقرئك السلام 97
58 باب الرجل ينادي الرجل فيقول لبيك 98
59 باب في الرجل يقول للرجل أضحك الله سنك 99
60 باب في البناء 100
61 باب في اتخاذ الغرف 101
62 باب في قطع السدر 103
63 باب في إماطة الأذى عن الطريق 104
64 باب في إطفاء النار بالليل 107
65 باب في قتل الحيات 109
66 باب في قتل الأوزاغ 115
67 باب في قتل الذر 117
68 باب في قتل الضفدع 121
69 باب في الخذف 121
70 باب ما جاء في الختان 122
71 باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق 127
72 باب في الرجل يسب الدهر 128