حرث بثاء مثلثة وهو موضع الزرع وهو مراده بقوله في الرواية الأخرى في نخل واتفقت نسخ صحيح مسلم على أنه حرث بالثاء المثلثة وكذا رواه البخاري في مواضع ورواه في أول الكتاب في باب وما أوتيتم من العلم إلا قليلا خرب بالباء الموحدة والخاء المعجبة جمع خراب قال العلماء الأول أصوب وللآخر وجه ويجوز أن يكون الموضع فيه الوصفان وأما العسيب فهو جريدة النخل وقوله (متكئ عليه) أي معتمد قوله (سلوه عن الروح فقالوا ما رابكم إليه لا يستقبلكم بشئ تكرهونه) هكذا في جميع النسخ ما رابكم إليه أي ما دعاكم إلى سؤاله أو ما شككم فيه حتى احتجتم إلى سؤاله أو ما دعاكم إلى سؤال تخشون سوء عقباه قوله (فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم) أي سكت وقيل أطرق وقيل أعرض عنه قوله (فلما نزل الوحي قال يسئلونك عن الروح) وكذا ذكره البخاري في أكثر أبوابه قال القاضي وهو وهم وصوابه ما سبق في رواية ابن ماهان فلما انجلى عنه وكذا رواه البخاري في موضع وفى موضع فلما صعد الوحي وقال وهذا وجه الكلام لأنه قد ذكر قبل ذلك نزول الوحي عليه قلت وكل الروايات صحيحة ومعنى رواية مسلم أنه لما نزل الوحي وتم نزل قوله تعالى " الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " هكذا هو في بعض النسخ أوتيتم على وفق القراءة المشهورة وفى أكثر نسخ البخاري ومسلم وما أوتوا من العلم إلا قليلا قال المازري الكلام في الروح والنفس مما يغمض ويدق ومع هذا فأكثر الناس فيه الكلام وألفوا
(١٣٧)