هذه الإجادة لكان عملهم مجتمعين فيها كبيرا حقا.
ولكني ما سقت كلمتي لأقول هذا، وإنما سقتها لأشير إلى هذه الناحية الخطيرة من حياتنا المفككة داعيا إلى التشدد، والالتفات حول الحفنة الباقية من رجال الفكر الإسلامي ممن يجيلون أقلامهم في علومنا وآثارنا بفقه وحب.
فليس شئ عندي أخطر على هذا الفكر الولود من التفرق عن رجاله، لأن التفرق عنهم نذير بعقم نتاجه، وقطع حلقاته، فالتفرق عنهم بمعناه تفريق للحواضر والبواعث التي تتصل بها حياة الحق في طبائع الأشياء وظواهر السنن.
وليس أفجع لحضارة الشرق بل لحضارة الانسان من عقم هذا النتاج وقطع هذه الحلقات.
فإذا دعونا إلى موازرتك والوقوف إلى جانبك في شق الطريق بين يدي (غديرك) فإننا ندعو في واقع الأمر إلى خدمة فكرة كلية ترتفع بها شخصية الأمة كاملة، آملين أن يرى المفكرون بك مثلا يشجعهم بحياة الأمة حولك، وحسن تقديرها لك، أن يخدموا الحق الذي خدمته لوجه الحق خالص النية.
أقف هنا لأقول: إن قمة (الهرم) في عملك الجاهد القيم إنما هي حبك له حبا يدفعك فيه إلى الأمام في زحمة من العوائق والمثبطات، وهي خصلة في هذا العمل الكبير تعيد إلى الذهن دأب أبطالنا من خدام أهل البيت وناشري علومهم وآثارهم، ذلك الدأب الذي أمتع الحياة بأفضل مبادئ الانسانية من معارفهم النيرة... (1).
8 - سيدنا الشريف المبجل آية الله السيد محسن الطباطبائي الحكيم:
... إن من أعظم ما أنعم به الله جل وعز على هذه الفرقة المحقة والطائفة الحقة أن أتاح لها في كل عصر منها رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن الجهاد في سبيلها والقيام بحقها، والعمل على إعلاء كلمتها، ورفع مقامها، فحققوا حقائقها، وبلغوا رسالتها، وأقاموا الحجة لها على غيرها، كل ذلك بالرغم مما منيت به من أشياء من شأنها أن تحول بينهم وبين ذلك كله لولا العناية الربانية.
وإن من فحول هذه الزمرة المجاهدة مؤلف كتاب (الغدير) المحقق الفذ العلامة الأوحد الأميني دام تأييده وتسديده، وقد سرحت النظر في أجزائه المتتابعة فوجدته كما ينبغي أن يصدر من مؤلفه المعظم، وألفيته كتابا لا يأتيه