الباطل من بين يديه ولا من خلفه بتوفيق من عزيز عليم. ولقد توفق كل التوفيق في قوة حجته، وشدة عارضته، وروعة أسلوبه، وجمال محاورته، وقد ضم إلى حصافة الرأي جودة السرد، وإلى بداعة المعاني قوة المباني، وتفنن في المواضيع المختلفة فوردها سديدا وصدر عنها قويما.
فجدير بالمسلم المثقف الذي يرتاد الحقيقة ويتطلب الأمر الواقع أن يقرأه ويستنير بضوئه... (1).
9 - شيخنا الأكبر آية الله سماحة الشيخ محمد الرضا آل ياسين الكاظمي النجفي:
... سبرت كتاب (الغدير) ذلك الكتاب المبين الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، فوجدت شأوا له بعيدا لا يلحقه البيان، وللقول فيه متسعا تنبو عنه جمل الإطراء، فمهما تشدق القائل فيه وأطنب فهو دون حقيقته، وإن في السكوت عن تقريظ كتاب مثله - يرشد الجاهل، وينبه الغافل، ويهدي الضال، ويميط عن الحقائق الدينية أسدال الشبه، ويوقف الباحث على جلية الحق الواضح - تثبطا عن نصرة الحق، وقعودا عن الواجب، فتصفحته وقرأته فامتلأت نفسي إعجابا وإكبارا له حين ألفيت فيه تلك الضالة المنشودة التي كان قد استأثر بها عالم الغيب طوال هذه الحقب المتمادية فلم يخرجها إلى عالم الشهادة حتى تبرز بها هذا الحبر الأمين، المأمون على الدنيا والدين، الذي جمع الله له إلى قوة الإيمان قوة العلم وقوة البيان، فكان له من تظافر هذه القوى الثلاث قوة لا تثبت أمامها قوة، لشد ما شد بها على أباطيل فصرعها، وعلى أضاليل فقمعها، وعلى مخاريق فمزقها وصدعها.
تلك لعمر الله موهبة عظمي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، ومن أجدر بهذه الموهبة من هذا المجاهد الأكبر الذي وقف نفسه لمناصرة الحق ومناجزة الباطل؟